#1
|
|||
|
|||
سباعية السعادة
سباعية السعادة:
ابدأ الآن.. وكن أسعد إنسان سباعية السعادة قد لا تستطيع أن تمنع طيور الهمّ أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش فيه. ندر في هذا الزمان أن تجد رجلاً أو امرأة دون هم، في كل يوم التقي عدداً من الأشخاص، كل عنده هم، أو يزيد، وليس في ذلك إشكال، فهذه هي طبيعة الحياة طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدار إلا أن ما يدمى له القلب وتدمع له العين، وتعكر له الأجواء، هو أن يأخذ ذلك الهمّ أكثر من حجمه، فينتقل من حدود التفكير إلى حدود التغيير، أقصد تغيير الأفعال الإيجابية لوجود ذلك الهم. يا صاحب الهمّ إنّ الهم منفرج ... أبشر بخير فإنّ الفارج الله إذا بليت فثق بالله وارض به ... إنّ الذي يكشف البلوى هو الله مهما.. همسة: أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه مهما قرأتَ في تفريج الهّم، من أساليب وأفكار، لن تنتفع بشئ إلا إذا كانت مستمدة من كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنما هي عبارة عن مسكنات، سرعان ما يذهب مفعولها وتعود لتصارع الألم من جديد. لذلك أيها الحبيب أضع بين يديك سبع جواهر من كنز النبوة، وقد يكون هذا الكنز يحتاج لشئ من البذل والجهد، ولاشك وإلا لما كان كنزاً، إلا أنه سيكون سبب سعادتك بإذن الله، فهذه هي الحياة أخيا لا بد أن تقدم لتشعر بالطمأنينة والراحة، ألا ترى إلى ذلك الرجل الذي يتعب عشرات السنين، ليستريح، بضع سنوات في آخر عمره، وهو رجل خاسر، يظنّ أنه يجمع المال ليستمتع فيه في كبره، وحقيقة أمره أنه لن يستمتع فعند الكبر تدبّ الأمراض، وشتان بين متعة الشباب، والمشيب ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب إلا أن تعبنا اليوم، ليس كتعب ذلك الرجل، لأن تعبنا مصحوب بلذة، ونتائج العلاج تظهر بسرعة، يقول أحد السلف: ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك. يالله، لقد تحصل على اللذة في الدنيا قبل الآخرة! ويقول آخر: رحل أناس عن الدنيا، وما ذاقوا أطيب ما فيها! قيل وما أطيب ما فيها؟ قال: ذكر الله. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية:إن في الدنيا جنّة من لم يدخلها لم يدخل جنّة الآخرة. ويقول أحد الصالحين: نحن في سعادة، لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه منها لجالدونا عليها بالسيوف. وصية: اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء سباعية السعادة.. جواهربمجموعهاتقتنيأغلىكنزفيالعالم بداية.. كم من مهموم سبب همه أمرٌ حقير تافه لا يذكر قبل أن نشرع في عرض سريع لجواهر السعادة السبعة، أنبهك على ضرورة أن تغرس في قلبك العزيمة والإصرار والصبر واليقين فمن ثبت نبت.. سجن أحمد بن حنبل وجلد، فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية، فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة، فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث، ونفي ابن الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب، فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ. الجوهرة الأولى: كتاب الله.. إضاءة: القران هو ميزان حبك لله.. فمن أحب الله أحب كلامه أيها العزيز، أيتها الكريمة، كتاب الله هو المصدر الرئيسي للسعادة الدنيوية ومن ثم الأخروية، فهو موعظة من الله وهدى، ورحمة وشفاء لما في الصدور، ألا يكفينا أن الله عز وجل قال: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين". فيا من هجرت كتاب الله، عد، فإنه يحنّ إليك، فهو المؤنس، وهو الصديق، وبه تطرد الهموم، وتفر الغموم، وتقتل الأحزان. وإذا شعرت بنقص فيك تعرفه ... فغذِّ روحك بالقرآن واكتمل من اليوم، لا بد من ورد يومي، لا تتركنّه مهما كانت الظروف، فهذا ابن تيميمة، يقرأ القران في سجنه ثلاث وثمانين مرة، ويقبض الله روحه في الختمة الأخيرة بعدما قرأ آخر آية من سورة القمر: "إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر"، وهو الذي كان يتلو عندما يوضع في سجنه: "وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب". فلابد من صفحات تقرأها يومياً، وتحفظ قدراً منها، وأن تقرأ القرآن بأحكامه، فذلك والله لهو النعيم. دعوة: تعال لتقرأ القرآن بين الجداول والخمائل بين الطيور وهي تتلو خطب الحب، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل. الجوهرة الثانية: ذكر الله.. لفتة: ذكره سبحانه جنّته في أرضه من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ذكر الله.. إنها جنة الله في أرضه، فما أعظمها من لذة، وما أجلها من نعمة، ويكفيك قول العلي القدير: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، لا بد أن يكون عندنا يقين على هذه الآية، فمفهوم الآية، أن الذاكر لله مطمئن القلب، والذكر الذي تتحصل به الطمأنينة، والسكينة، هو الذكر الكثير، أما سمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم: "اذكر الله حتى يقال مجنون"، وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا ً كثيرا ً".. فلا تغفلن أخي، ولا تنسين أخيتي، فإن الذاكر لله حي وإن حبست منه الأعضاء، وأن الغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء. اذكر الله ولو قطر القلب دماً، ولو أظلمت الدنيا، أغلقت جميع الأبواب، فقد أمر الله من هو في أشد المواقف أن يذكر الله بقوله: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون". عاهد الله من الآن على أن لا تغفل عن ذكره، وستجد نتائج، سريعة ومبهرة. نداء: يا من شكى الأرق وبكى من الألم وتفجع من الحوادث، ورمته الخطوب، هيا اهتف باسمه المقدس، هل تعلم له سمياً . الله أكبر كل هم ينجلي ... عن قلب كل مكبر ومهلل الجوهرة الثالثة: قيام الليل.. قدوة: كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ قال: "أرحنا بالصلاة يا بلال" فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته. إن حدثت نفسك أن القيام أمر صعب، فسيكون صعباً، والعكس بالعكس.. إنه جنة العباد، تغمرهم السعادة إذا جنّ الليل، ويشتاقون إليه إذا رأوا الظلال في النهار، فهو لذة وأي لذة، وسكينة وأي سكينة، وسر السعادة.. لما احتضر أبو الشعثاء رحمه الله بكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: إني لم أشتفِ من قيام الليل اعلم أيّها الطيب وأيّتها الكريمة، أنّه لا بد من الثباث في البدايات، فإنما النصر صبر ساعة كما يقولون، فكذلك آثار القيام، خذ قراراً داخلياً، بأنه مهما كانت الأسباب سأثبت قائماً لله في الأسحار. فما هي إلا البداية حتى تحلق روحك الى عالم آخر، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي (أي ما شبعت من القرآن والصلاة) . أما إن ألفت الفراش، فلم يدعك تفارقه، ونمت عن صلاة الليل فاعلم أنها الذنوب، قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء، فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإنّ وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف. وقال سفيان الثوري رحمه الله: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته. قم يامسكين بين يدي الرحمن الرحيم، قم في الأسحار وناجي العزيز الغفار وقل: لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجـد فقلت يا عُدتي فـي كـل نائبـة ... ومن عليه لكشف الضـر أعتمـد أشكو إليك أمـورًا أنـت تعلمهـا ... مالي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ وقد مددت يـدي بالـذل مبتهـلاً ... إليك يا خير من مُـدتْ إليـه يـد فـلا تردَّنَّهـا يـا ربّ خائـبـةً ... فبحر جودك يروي كل مـا يـردُ تنبيه: إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، وأخذ الهم بتلابيبك، فقم حالاً إلى الصلاة، تثوب لك روحك وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة بإذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب. الجوهرة الرابعة: الدعاء.. إنارة: إن عبداَ يجيد فن الدعاء حري أن لا يهتم ولا يغتم ولا يقلق يا الله.. ما أجمل التذلل بين يديك يا إلهي، وما أروع تلك الدمعات وهي تنسكب على الخدود، خشوعاً للإله المعبود، نعمة والله لا ينالها إلا الموفق، فقد ناداك الله يا قائم يا داعي.. فقال: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. وأدخلك أيها الحبيب تحت قوله "عبادي".. فقال: إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ومما زادني فخراً وتيهاً ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيّرت أحمد لي نبياً وتنعّم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء وحذار أن تترك الدعاء فهو العبادة، وفي تركه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين". فتدبر! ولا تنتظرنّ نتيجة الدعاء، فتتركه، فأنت مأمور بالدعاء على سائر الأحوال (ادعوني)، ولو لم يستجب الله لك، فإنّ النتيجة ايجابية لا شك، لإنك إما أن يستجيب الله لك في الدنيا، أو يكف عنك شراً بدعائك، أو يؤخرها لك إلى يوم القيامة فيؤتيك حسنات. وصية: مد يديك، ارفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه، بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابه، انتظر لطفه، ترقب فتحه، أشد باسمه، أحسن ظنك فيه، انقطع إليه، تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح. الجوهرة الخامسة: الخلق الحسن.. إضاءة: إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمٌ" إنها حياة مختلفة بالخلق الحسن، فهو الزاد للصبر على مشاق هذه الحياة، والحياة كلها مشاق، قال الله: لقد خلقنا الإنسان في كبد.. ولله درّ الإمام أحمد لما سئل متى يرتاح المؤمن؟ فقال: لا راحة للمؤمن إلا بدخول الجنة.. أيها الغالي وايتها الكريمة.. لا بد للأخلاق الحسنة من صبر، فإن الأخلاق إن كانت طبعاً فبها ونعمت، وإن لم تكن موجودة طبعاً، فلا بد من مجاهدة النفس لتحصيلها.. يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "وكما يكون الخُلقُ طبيعة، فإنه قد يكون كسباً، بمعنى أن الإنسان كما يكون مطبوعاً على الخلق الحسن الجميل، فإنه أيضاً يمكن أن يتخلق بالأخلاق الحسنة عن طريق الكسب والمرونة . ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة" قال يا رسول الله، أهما خلقان تخلقت بهما، أم جبلني الله عليهما؟ قال: "بل جبلك الله عليهما" . فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما ورسوله". وخذ هذه النصيحة المعينة على تغيير الأخلاق إلى الأحسن من ابن المقفع: "وعلى العاقل أن يحصيَ على نفسه مساويها في الدين، والأخلاق، وفي الآداب، فيجمع ذلك كله في صدره، أو في كتاب، ثم يكثر عرضه على نفسه، ويكلفها إصلاحه، ويوظف ذلك عليها توظيفاً من إصلاح الخَلَّة أو الخلتين في اليوم، أو الجمعة، أو الشهر". وصية: اقبل دنياك كما هي، وطوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها، فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ولا يكمل لك فيها أمر؛ لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها. الجوهرة السادسة: طلب العلم.. حديث: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم أنت سعيد ما دمت تطلب العلم بصدق وإخلاص.. ولا حظ لنفسك في الطلب في سلطة، أوشهرة، أومال.. قال ابن القيم رحمه الله: العلم يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسنهم أخلاقاً، وأطيبهم عيشاً. وخير من نثري أن أذكر ما نسب الى معاذ بن جبل في فضل العلم بقوله: "تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتص آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البجر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، التفكر فيه بعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الإشقياء". ولابد لك يا طالب العلم من همّة وإلا فلن تتحصل عليه، قال الشافعي رحمه الله: العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه، وإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً بقدر الجد تُكتسب المعالي ... ومن طلب العُلا سَهِر الليالي تروم العز ثم تنام ليلاً ... يغوص البحر من طلب اللآلي علو القدر بالهمم العوالي ... وعِزّ المرء في سهر الليالي تركت النوم ربي في الليالي ... لأجل رضاك يا مولى الموالي واعلم ان من أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، فلا بد من الجدّ والمثابرة، والصبر على طلبه، وسهر الليالي، وثني الركب بين يدي أهل العلم، وتمسك بنصيحة الشافعي لطالب العلم: من أحبّ أن يفتح الله قلبه ويرزقه العلم فعليه بالخلوة، وقلة الأكل، وترك مخالطة السفهاء وبغض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب. وقفة: إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى، وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم. الجوهرة السابعة: الدعوة إلى الله.. إضاءة: إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً إنها نفسنا الذي نتفسه، ولولاها لضاقت علينا الدنيا بما رحبت، فهي لذة وأي لذة، وإنها لتفضي على الحياة جمالية تنسي الهموم وتجمعها على همّ واحد هو هم الآخرة. وهي شرف لا يناله إلا من يحبه الله .. فما هى إلا استعمال من الله أراده لعبده لينال بذلك شرف التأسى بالانبياء والسير على نهج الصالحين والتمتع بحلاوة القرب منه سبحانه وتعالى.. فاذا أردت أن يحبك الله فاسأله دائماً أن يستعملك ولا يستبدلك. وتأمل أخي الحبيب وأختي الغالية هذه النقاط في فضل الدعوة والداعية عند الله - يكفي الدعاة منزلة ورفعة .. أنهم خير هذه الأمة على الإطلاق، قال تعالى: "ُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ". - ويكفي الدعاة شرفاً وكرامة أن قولهم في مضمار أحسن الأقوال، وأن كلامهم في التبليغ أفضل الكلام.. قال جل جلاله: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" . - ويكفي الدعاة منَّا وفضلاً أن الله سبحانه يشملهم برحمته الغامرة، ويخصهم بنعمته الفائقة.. قال عز من قائل: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". - ويكفي الدعاة أجراً ومثوبة.. أن أجرهم مستمر ومثوبتهم دائمة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً". - ويكفي الدعاة فخراً وخيرية.. أن تسببهم في الهداية خير مما طلعت عليه الشمس وغربت.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. فوالله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم". وفي رواية : "خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت" . فأي منزلة تضاهي منزلة الدعوة، وهل في تاريخ الإنسانية كرامة تعادل كرامة الداعية؟ مقامات: إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك النهاية يقولون: إذا لم تقرأ إلا ما يعجبك فلن تستفيد أبداً |
#2
|
||||
|
||||
رد: سباعية السعادة
وجزاك الله خير
__________________
اللهم صل على محمدا وعلى اله وصحبه احمعين ياناشدا عني ترى اسمي مهند سماني ابويه على حلم عينه مع الرسول ومن في عصره تجند لاجاء صليب العظم يقطع متينه |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات معطلة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|