الحجاج بن علاط السلمي
نسبه:
هو الحجاج بن عِلَاط – بكسر العين وتخفيف اللام – بن خالد بن ثويرة – مصغراً- بن حنثر بن هلال بن
عبيد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن تيم بن بهز بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي ثم البهزي.
يكنى أبا كلاب وقيل أبا محمد . وهو والد نصر بن حجاج الذي غرَبه عمر بن الخطاب إلى البصرة.
إسلامه:
روى ابن أبي الدنيا في هواتف الجان أن سبب إسلام الحجاج بن علاط , أنه خرج في ركب من قومه
إلى مكة , فنزلوا ليلاً في وادٍ موحش مخوف , فقال له أصحابه قم يا أبا كلاب فخذ لأصحابك أماناً ,
فقام الحجاج بن علاط يطوف حولهم ويقول:
أعيذ نفسي وأعيذ صحبي,,,,,,,,,,,,,,,من كل جني بهذا النقب
حتى أوب سالماً وركبي.
فسمع قائلاً يقول:{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض
فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [سورة الرحمن آية 33 ].
فلما قدموا مكة أخبروهم بذلك فقالت قريش : صبأت والله يا أبا كلاب , إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه.
قال: والله لقد سمعته وسمعه هؤلاء معي. فكان هذا مما دفعه للإسلام , ولذا أسلم وهاجر إلى
المدينة , وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر , فشهد فتحها , ثم إنه
أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهاب إلى مكة ليستوفي مالاً له عند تجارها ,
حيث كان صاحب تجارة ومال كثير , كانت له معادن من الذهب في بني سليم , فأذن له رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأن يقول ما يساعده على جمع ماله ولم تعلم قريش بإسلامه.
الحجاج وقريش:
ذكر ابن هشام في السيرة 345/2 من طريق ابن إسحاق أن الحجاج بن علاط السلمي ثم البهزي
لما أسلم قال: يا رسول الله إن لي في مكة مالاً عند صاحبتي ( زوجته ) أم شيبه بنت أبي
طلحة – وله منها ابنه مُعْرّض بن الحجاج – ومال عند تجار مكة فأذن لي يا رسول الله ,فأذن له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما يساعده على استخراج ماله.
قال الحجاج: فخرجت حتى إذا قدمت مكة – وكان ذلك في زمن الهدنة- وجدت في ثنية البيضاء –
ثنية التنعيم- رجالاً من قريش يسألون عن الأخبار؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث
بلغهم أنه خرج إلى خيبر , وقد عرفوا أنها قرية الحجاز وذات منعة ورجال, فلما رأوني قالوا: الحجاج
بن علاط – ولم يكونوا علموا بإسلامه – عنده الخبر, أخبرنا يا أبا محمد , فإنه قد بلغنا أن القاطع قد
سار إلى خيبر , قلت: هُزِم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط, وقتل أصحابه , وأسُرِ محمد أسراً , وقال
اليهود: لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم , قال: ففرحوا بذلك ونشروا الخبر.
قال الحجاج قلت: اعينوني على جمع مالي من غرمائي بمكه فإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من
غنائم خيبر قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك.
قال: فجمعوا مالي كأحث ما يكون . وقلت لصاحبتي – وقد كان لي عندها مال موضوع – أعطيني
مالي لعلّي ألحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار.
قال الحجاج: فلما سمع عباس بن عبد المطلب بخبري تأثر وجاء إلي وأنا في خيمة من خيام التجار
, فقال: يا حجاج , ما هذا الخبر الذي جئت به ؟ قال: فقلت: وهل عندك من حفظ لما وضعت عندك ؟
قال: نعم . قال: قلت: فاستأخر عني حتى ألقاك على خلاء , فإني أجمع مالي كما ترى . فانصرف
ثم أتيته بعد أن جمعت مالي وأخبرته بالحقيقة وأن ابن أخيك قد نصره الله على أهل خيبر ولقد
تركته وهو عروس بابنة ملكهم – يعني صفية بنت حيي بن أخطب. فاكتم عني ثلاث ليال حتى
أذهب , فلما مضت الثلاث أخبر العباس فعرف أهل مكة أن الحجاج بن علاط قد خدعهم ليستحصل
ماله وأنه قد أسلم وتابع محمداً.
مشاركته في الجهاد والفتوح:
ترجم ابن سعد في الطبقات الكبرى (157/5 ) الحجاج بن علاط في الطبقة الثالثة من الصحابة وهم
المهاجرون والأنصار الذين شهدوا الخندق وما بعدها إلى فتح مكة وقال: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما أراد فتح مكة بعث الحجاج بن علاط والعرباض بن سارية إلى بني سليم يأمرهم
بالقدوم عليه.
فيكون ممن شارك في فتح مكة وحنين والطائف وغيرها.
وقد سكن الحجاج بن علاط المدينة النبوية ونزل في حي بني أمية بن زيد من الأنصار وبنى بها داراً
ومسجداً يعرف به.
قال ابن الأثير: سكن المدينة وهو معدود من أهلها .
وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أن الحجاج بن علاط أول من بعث إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بصدقته من معدن بني سليم.
ويبدوا أن الحجاج خرج أيام الفتوح إلى الشام وقد سكن حمص وشرف فيها , روى ابن السكن من
طريق مجاهد عن الشعبي قال: كتب عمر إلى أهل الشام أن ابعثوا إلي من أشرافكم , فبعثوا إليه
الحجاج بن علاط.
ويذكر ابن السكن أن معاوية بن أبي سفيان قد استعمل ابنه عبيد الله بن الحجاج على حمص.
وللحجاج من الولد نصر بن حجاج , والمعرض بن حجاج , وقد قُتِل المعرض يوم الجمل ورثاه أخوه نصر
بن حجاج . وصوب ذلك ابن حجر في الإصابة ( 481/2) .
قال ابن حجر: وللحجاج بن علاط أخ اسمه صالح أظنه مات في الجاهلية ذكره حسان بن ثابت في
قصيدته الطائية ( ديوان حسان من 168 ):
لكمـيـت كـأنـهـا دم جــــــوف,,,,,,,,,,,,,,,عُتٌـقـت مـن سُـلافـة الأنبـاط
فاحتواها فتى يهين لها الما,,,,,,,,,,,,,,,ل ونادمتُ صالح بن عــــــلاط
قال ابن حبان : مات الحجاج بن علاط في أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أخوكم:
د. محمد بن صامل السلمي
1431/6/16