الحرية .. فلسفة بشرية
بقلم / آلاء رزق الله السلمي
كلُ منا يبحث عن إمكانية مطلقة دون أي شرط أو ضغط و إجبار على تحديد خيار ، أو اتخاذ قرار أو قيود خارجية تمنع من الخروج عن النطاق المعروف و السائد .
هناك كلمة توجد في كل الثقافات بكثير من المعاني ، وهي كلمة الحرية التي تستند بشكل عام على أساس شرط الحكم الذاتي للشخص في معالجة موضوع ما .
الحرية تعني التحرر من كافة القيود التي تكبل تقدم الشخص و طاقاته سواء كانت هذه القيود مادية أو معنوية ، حيث إن الحرية تشمل التخلص التام من القيود المتحكمة لذات الشخص أو الجماعة ، و أيضاً للتخلص من الضغوطات المفروضة على شخص ما بهدف الوصول لغاية ما و التخلص من جميع الفروض والإجبار .
و في قول مأثور في الحرية عن جاك لوك 🙁 الحرية الكاملة هي الحركة ضمن القوانين الطبيعية و إمكانية اتخاذ القرارات الشخصية و القرارات بشأن الملكية الخاصة دون قيود كما يريد الإنسان ودون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد ودون التبعية لإرادة الآخرين أيضاً ) .
للحرية أهمية كبيرة في حياة الأشخاص ، فهي من أسس الحياة التي بدونها لا يكون للحياة أية معنى ، فعلى سبيل المثال قد تشعر بالضيق إذا قام أحدهم على إجبارك بأن تشاهد أو تسمع برنامجاً لا تحبه، فما بالك لو قام شخص ما بسلب حريتك من الاختيار فيما يتعلق بأمر شخصي مصيري يحدد حياتك .
ومن خيارات الحرية حق التعبير عن الرأي ، فالشخص الذي لا يمتلك حق التعبير عن رأيه هو شخص أبكم لا يستطيع الكلام ، فهو يرى الخطأ ولا يستطيع ردعه ويرى نفسه محكوماً بقواعد و قوانين خاطئة لا يستطيع التخلص منها ، وهذا يجعل الشخص كالآلة بلا روح يعمل بملل وخوف من المستقبل لمجرد الضغط السائد عليه .
لا شك في أن للحرية مهما كان شكلها و نوعها أهمية كبيرة في حياة الشخص و فقدانه لها سيقتل فيه روح الإبداع ، غير أن للحرية آداب و أخلاق لابد من الشخص أن يتحلى بها و يحترمها ، فعلى سبيل المثال نحن نجد أن البعض قد يتعمد رفع صوت الأغاني باسم الحرية الشخصية مهملاً مشاعر الآخرين و حريتهم ، و كذلك تجد بعض الأشخاص يتحدث في موضوع ما ظون مراعاة لفارق السن بينه وبين الشخص الآخر ، و أيضاً غير مراعً للمكان و الزمان المناسب باسم الحرية الشخصية و مهملاً لحرية الآخرين .
هناك حدود طبيعية متعارف عليها للحرية المطلقة للشخص ، فحريته مقيدة بضوابط دينية و أخلاقية تتلاءم مع طبيعة المجتمع الذي نعيش به ، فبالقدر الذي يحترم به الشخص حريات الآخرين سيمارس حريته بمسؤولية و معرفة ؛ فكل شخص تربطة مصالح مع مجتمعه و لأجل المحافظة على مصالحه يجب المحافظة على مصالح الآخرين وكما قال الفلاسفة القدماء : ( تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين ) .