التصنيفات
اخبار سُليم

إلى أين؟

37A86C48-B4E3-4B41-961D-E98CD74035A9

إن من يتأمل واقعنا اليوم يرى واقعاً غريباً قد نسميه مجاز اً الانفصام الاجتماعي يعيشه البعض إلا من رحم ربي ..فتجد أن أغلب ممن يتكلم عن الشجاعة جُبناء ..وأكثر من يتحدث عن الكرم بخلاء وأغلب من يُظهر غيرة على الدين تجده الأكثر انتهاكاً للحُرمات .. فَلِمَ ذاك؟ .. هل أصبحنا ننادي بالقيم و نتشدق بها في المجالس -أحياناً- فقط لذر الرماد في العيون !! والعاقل خصيم نفسه.

حدثني والدي – حفظه الله وشافاه و عافاه – .إبّان عمله حيثُ إن عمله يُتيح له مقابلة أكثر شرائح المجمتع يقول: مرّت علينا سنة جدب وكلما قابلني شخص قال: أهلكنا الحسد ويأتي الآخر ويقول: ذلك و كل من يأتيني يُعيدُ ذات القول و يؤكده .. فقلت لهم: عرفنا ذلك ولكن من هو الحاسد؟.
عليه أقول: -وليس قولي هو الحق دائماً- فكلنا يصيب ويخطىء إننا تعلمنا أن أول خطوات حل المشكلة هو الاعتراف بها ولكن هذا الاعتراف لايكفى إن لم تتبعه حلول منطقية ومعالجات تربوية .. تساهم وبشكل مميز في معالجة المشكلة والقضاء عليها .

كثيراً ما نتكئُ عند أحاديثنا و رواياتنا وقصصنا على تاريخ الآباء والأجداد و هذا فخرٌ ولاجدال في ذاك ولكن الواقع المؤلم والذي يجب أن نقف عنده وقفةٌ جادة ماذا صنعنا نحنُ و بمن سيفتخرُ أبناؤنا وأحفادنا مِن بعدنا..
إن الفتى من يقول هَأَنَذَا..
وليس الفتى من يقول كان أبي..

يعيش هذا الجيل واقعاً مريراً فبعد أن كنا نفتخر بمن هم أهل الفخر، حيث كان الفخر بأهل العلم الأجلاء لأنهم تعلموا و عملوا و علّموا و كان الفخر بالرجال الشجعان لأنهم ضحّوا بدمائهم من أجل سلامة أوطانهم .. كما كنا نفخر بأهل المال الذين أنفقوا أموالهم إما في عتق رقبة أو إصلاح بين الناس ونحوهم أما اليوم أصبح الكثير من أبنائنا يفتخرون بمن يُسَمّون مشاهير وليت عندهم مايستحق الفخر .. فهل نلومهم في ذلك أم نلوم أنفسنا لتقصيرنا في حفظ و صناعة تاريخٌ لنا.
وبعد أن عرّجنا على بعض الأمثلة الَتِي أوردتها على سبيل الذكر لا الحصر ..
مازلت متفائلاً بأن القادم أجمل وأنه كلما اشتد سواد الليل فأعلم أنه قد قرب بزوغ فجر جميل .. نرى فيه رجالاً كالجبال يقودون جيلاً شاباً إلى العلو والهمة .. جيلاً عظيماً معتزين بدينهم مفادين بأرواحهم لمليكهم أُمناء على وطنهم .. ينفعون مجتمعهم بما يملكون ..
وعليه أقول: إن أردنا عزاً في الدينا وعزاً و ثواباً وجنة في الآخرة فلنتمسك ولنعتز بديننا عقيدةً ومنهجاً.

فارع عالي السلمي
مشرف القضايا التربوية بمكتب التعليم بالكامل وأمين جائزة التميز بالمحافظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.