ظواهر اجتماعية
هذا الزمن كثرت فيه وسائل التواصل ولكنها انتجت عند البعض غفلة ومشاغل عن الواجبات الأساسية, وأحدثت خللاً في العلاقات الأسرية والاجتماعية, مع أنها وسيلة للتواصل والتراحم, وحيث أن طبيعة الحياة المعاصرة والأعمال والوظائف باعدت سكنى الأقارب والأسرة الواحدة, فهذا باق في ديرته ومزرعته, وآخر هاجر لطلب الرزق أو العلم إلى المدن القريبة والبعيدة, وتوسعت الأسر في العدد كما توسعت في الجغرافيا, ونشأ الأبناء بعيدين عن أصولهم وفروعهم فلا يرونهم إلا لماماً, والمناسبات قد لا تجمع الكل حتى الأعياد, والإنسان مدني بالطبع كما يقول ابن خلدون, فيشكل كل واحد في مهجره أو عمله أو حارته مجموعة يألفهم ويألفونه في السمر والسفر والزيارات, فيغيب عن باله أو يغفل عن الأقارب وذوي الأرحام, فلا يسأل عنهم ولا يزورهم في أفراحهم وأتراحهم, فقد يمرض العم والعمة أو الخال والخالة بل ربما الأخ فلا يزوره أبناء أخيه وأخته ليس هجراناً وقطيعة ولكن غفلة وعدم تربية على هذه المعاني والأخلاق, مع أن وسائل التواصل ميسرة ولله الحمد, ولكن الأمر يحتاج إلى انتباه وترتيب وتواصل جسدي بالزيارات أو عن بُعد بالمكالمة والرسالة وخاصة مع كبار السن من الأخوات والخالات والعمات والأعمام وذوي الأرحام والأقارب, وتكون لديك قائمة بهؤلاء حتى لا تنساهم, وجدولة للتواصل معهم, فإن لها مردود نفسي وإيماني وخلقي, وتزرع الألفة والمحبة بين الجميع وتحيي الصلة مع ذوي الأرحام, فلْنزود أبناءنا بقوائم الأقارب والأرحام حتى يعرفوها ويقوموا بالواجب تجاهها وشهر رمضان من أكبر المناسبات للتواصل والتراحم.
أ.د. محمد بن صامل السلمي
رمضان 1439ه