التصنيفات
اخبار سُليم

ذكرياتي مع الشيخ حمدان

الشيخ حمدان بن لفاي بن عالي بن مِطلِق بن سُبيع العبيدي.

IMG_1958

عرفت الشيخ في شهر ذي القعدة عام 1394هـ حيث كنت قادماً إلى مكة من أبها بعد مباشرتي في إدارة تعليم البنات في عسير, ومعي الشيخ عبدالله بن متعب العلياني رحمه الله وكان يعرف الشيخ حمدان, فاقترح أن نزوره, فجئناه في داره بمكة حي العتيبية في طرفها الشرقي, فاستقبلنا بكل بشر وسرور وأكرمنا, ثم استمر التواصل بيني وبينه, وبعد الحج من السنة نفسها أو في المحرم عام 1395هـ دعاني إلى رحلة استجمام في الهدا وأتيت من جدة وكان معه مجموعة من أقاربه وجيرانه منهم الأستاذ عبد العالي بن صمل الرزمي مشرف تربوي في تعليم مكة, وسعدنا بذلك اللقاء في جو الهدا اللطيف وكان الوقت صيفاً, فلما أردت الانصراف بعد تناول الغداء وجدت سيارتي مقفل عليها, ومن باب الممازحة رفض الشيخ وأصحابه الإفراج عنها مما اضطرني للبقاء معهم للمساء, وكان هذا الموقف (المقلب) من الذكريات التي لا تنسى.

وقد زادت العشرة بعد انتقالي من تعليم البنات بجدة إلى الجامعة بمكة قسم التاريخ لدراسة الماجستير عام 1400هـ حيث سكنت في حي العتيبية, فكنت قريباً من سكن الشيخ حمدان.

فكنت ألتقي بالشيخ حمدان بحكم قرب السكن وأزوره بالمعهد العلمي بمكة وهو مدرس فيه, وشاركت بالمركز الصيفي الذي يقيمه المعهد مشرفاً على الأنشطة.

وقد تنقل سكني من العتيبية إلى الخانسة ثم إلى بحرة, ثم عدت إلى مكة حي العزيزية, ومع هذا لم ينقطع التواصل مع الشيخ حمدان فوجدته من أعز الأصدقاء وأكرمهم وألطفهم معشراً وجمع بيننا التوافق في الرؤى الاصلاحية والدعوية وخدمة منطقة قبيلتنا بنو سليم, واشتغلنا بالعمل التطوعي مع عدد من أبناء القبيلة, ومن ثمرات تلك الزيارات المتكررة للكامل وما حولها, تم افتتاح مندوبية لتحفيظ القرآن الكريم بالكامل وقرى بني سليم عام 1411هـ, وافتتاح مندوبية للدعوة والإرشاد في الكامل عام 1415هـ , وأخرى في وادي ستارة عام 1415هـ , ثم المستودع الخيري بالكامل, والمستودع الخيري بوادي ستارة, ورغم بعد المسافة وصعوبة الطرق في ذلك الوقت إلا أن الشيخ حمدان وفريق عمله كانوا مصرين على الاستمرار والتطوير, فتحولت هذه المندوبيات بعد تأهلها الإداري والمعرفي إلى جمعيات, فكانت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الكامل وقرى بني سليم عام 1419هـ وتشكل لها مجلس إدارة برئاسة الشيخ حمدان رحمه الله, وكذا المستودع الخيري بالكامل تحول إلى جمعية خيرية عام 1425هـ وشكل لها مجلس برئاسة الشيخ أيضاً, ومثله المستودع الخيري بوادي ستارة صار جمعية خيرية عام 1424هـ وشكل لها مجلس إدارة برئاسة الشيخ المفضال زويد بن مزيد العطري, وهو من الرجال الذين لهم جهد يذكر ويشكر في المنطقة وفي محل سكناه مركز بحرة. كما تحولت مندوبية الدعوة بوادي ستارة إلى مكتب تعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات عام 1427هـ , وشكل له مجلس إدارة من أبناء الوادي وطلبة العلم وكان الجهد الكبير في تأسيسه ومتابعته للشيخ رجا الله بن سلطان اللبيني السلمي رئيس المجلس البلدي حالياً بمحافظة خليص, وكذا مندوبية الدعوة في الكامل قام بها الشيخ فهد بن عواض الهميعي وفريق عمله, ولما تحولت إلى مكتب تعاوني للدعوة وتوعية الجاليات عام 1432هـ شكل له مجلس برئاسة الشيخ الدكتور/ سعيد بن نافع العميشي رحمه الله, وقد سعى الشيخ حمدان إلى افتتاح لجنة للتنمية الاجتماعية بالكامل عام 1425هـ وكانت برئاسته, ولما افتتحت المجالس البلدية رشح الشيخ لعضوية المجلس البلدي بالكامل ورأس المجلس البلدي في فترته الأولى ست سنوات, ونظراً لاهتمام الشيخ بالمحافظة وخدمتها فقد رشحته الإمارة لعضوية المجلس المحلي في المحافظة, وقد أبدى أثناء رئاسته للمجلس البلدي عن حسن إدارة وتخطيط وترتيب, فاستفادت كل مراكز المحافظة ومجمعاتها السكنية من الخدمات البلدية حسب الإمكانيات التي أتيحت لهم بكل عدل وشفافية فكسب محبة الناس وثناءهم عليه رحمه الله وجزاه خيرا.

والمؤسسات التطوعية والخيرية بريادة الشيخ حمدان قدّمت خدمات جليلة, تعليمية, وثقافية, واجتماعية للمواطنين, فقامت بحفر عدد من الآبار ومشاريع سقيا الماء, كما عَمّرت عدداً من المساجد مثل جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالكامل, وهو منارة عمرانية في مدخل الكامل, وكان العطاء والمواساة للفقراء واليتامى والأرامل والمحتاجين.

وقد تكّون ولله الحمد فرق عمل ورجال يحتسبون الأجر في العمل التطوعي والخيري ويسعون لتنمية الإنسان والمكان, والتعود على الخدمة التطوعية, فسرت هذه الروح في أبناء المحافظة ووجدوا تشجيعاً من المسؤولين والمربين والقدوات, ففُعِّلت لجنة إصلاح ذات البين في المحافظة, وأسست جمعيات ولجان تنمية جديدة- جمعية البر ولجنة التنمية بالغريف- وفرق تطوعية طبية, وخدمات إعلامية تشجع هذه الأعمال وتنشر أخبارها, فاللهم لا تحرم الشيخ حمدان أجر هذه الأعمال فقد كان رائداً وبانياً ومربياً.

بقلم: د. محمد بن صامل السلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.