شخص سأل النبي عليه الصلاة والسلام:يا رسول الله أرأيت الرجل, يعمل العمل من الخير, ويحمده الناس عليه؟ فقال عليه الصلاة السلام: (تلك عاجل بشرى المؤمن) رواه مسلم. فإذا لهج الناس بالمدح وعبارات الثناء لشخص متميز في عمل طيب، وميزوه وكرموه من دون أن يطلبمنهم فقد تكون هذه بشرى له من الله تعالى .لذلك لا بد للمجتمع أن يساهم في إعداد المتميزين في الجوانب المفيدة، ويدعمهم دعماً كبيراً، ثم يكرمهم ويبرزهم بأنهم رواد التميز والنجاح والكفاح والإبداع .فإذا كان هناك تمييز وتكريم وإبراز للمبدعين، الذين ينفعون أنفسهم ودينهم ثم ينفعون وطنهم ومحيطهم الاجتماعي لكان لذلك أثراً إيجابياً على الوطن عامة، وعلى محيطهم الاجتماعي خاصة، وبالتالي يجد الشباب قدوة واقعية يقتدون بها، وخاصة إذا كانت تلك القدوة في محيطهم الاجتماعي، ويرون ذلك المتميز في المناسبات العامة، ويعلمون قصة كفاحه ومن ثم تميزه، ثم يرونه وهو يكرم أمام الجميع، فيتحفز النشء إلى السير على خطاهم، فنكون بذلك صنعنا قدوات في مجالات مفيدة وعديدة .وبذلك يستطيع الشاب أن يتعرف على القدوة الحقيقية، وتتاح أمامه مجالات كثيرة ليختار المجال المناسب له ويتميز ويبدع فيه .فإذا أردنا أن نصنع المتميزين والمبدعين، فلا بد أن نعزز فيهم قوة العلاقة مع الله أولاً، وبعد ذلك نوفر لهم بيئة تحفظ تميزهم وإبداعهم من خلال تكريمهم، وبهذا شرفناهم وحفزناهم لمواصلة مسيرة الإبداع. من هذا المنطلق وغيره، أقيمت عدة جوائز للمتميزين في وطننا الغالي؛ سواءً على مستوى الوزارات أو الإدارات، أو حتى على مستوى الأسر، وتلك الجوائز تبرز المتميزين، فيكون ذلك تكريماً لهم لبذلهم وعطاءهم، ويكونون هم قدوة للنشء .فمن تكريم للمتميزين في إتقان القرآن الكريم والسنة النبوية، إلى تكريم للمتميزين دراسياً في المراحل الثانوية، إلى تكريم للمتميزين في مرحلة الدراسات العليا، إلى تكريم للمصابيين من جنودنا البواسل وتكريم أسر الشهداء، إلى تكريم لمن لهم إبداعات واختراعات ساهمت بشكل إيجابي في المجتمع، إلى تكريم لأهل الوفاء ومن لهم بصمة كبيرة في محيطهم الاجتماعي، كل أولئك المتميزين يصبحون كالقدوة الواقعية للنشء ولعموم المجتمع .وفي الواقع هناك عدة جوائز للتميز العلمي والإبداع في المملكة العربية السعودية ، وقد تواصلت شخصياً مع العديد من المشرفين على تلك الجوائز وعن مدى الأثر الإيجابي، فكانت إجابتهم: بأن تلك الجوائز ثبتت مبادىء نافعة، وغرست قيماً رائعة، وكان لها أثراً إيجابياً كبيراً، بل زادت تلك الجوائز -وإن كانت جوائز رمزية- من التنافس الشريف في المجالات النافعة والمفيدة، وأصبح هناك عدد أكبر من المتميزين، ويزيد ذلك العدد في كل عام بشكل ملحوظ وإيجابي، وأصبحت تلك الجوائز من الأسباب الرئيسية في التقدم العلمي والإبداع . وبعد سماع الأثر الإيجابي على المجتمع من مشرفي تلك الجوائز؛ أخذت أحدث نفسي منذ فترة طويلة عن مدى إمكانية إقامة جائزة للتميز العلمي والإبداع لقبيلة سليم بن منصور .نبشركم أنه تم الانتهاء من الإعداد لها، وسوف ترى النور قريباً بإذن الله، اللهم انفع بها يارب العالمين .
بقلم الأستاذ : عادل بن سعيد زيدان البقيلي السلمي