كيفت تكونُ ناجحًا؟
النجاح كلمة تدل على الظفر بالشيء كما ورد في عدد من القواميس اللغوية ، ولا شك أن كل إنسان يريد النجاح ، والظفر بما يريد من مال او منصب اودرجة علمية أو منزل ، وقد يتفاوت الناس في النجاحات التي يريدون الوصول إليها ،ولكن هذا النجاح له مراحل لا بد من أخذها بعين الاعتبار فلا يتصور النجاح بدونها ولا أقصد هنا النجاح اللحظي بمعنى قد يتحقق النجاح في لحظة من عمر الإنسان ثم ينتهي ويتلاشى ، أقصد هنا النجاح الذي يحقق للإنسان حياة كريمة وهانئة ، فإن أردت أخي الكريم النجاح دونك مراحل الوصول إليه وهي كالتالي :
أولا: *تحديد الهدف* ، فلابد من تحديد الهدف المراد تحقيقه ، والغرض من التحديد أن تتحول الأماني التي في ذهن الإنسان إلى صورة واضحة المعالم يستطيع أن يرسم طريقًا للوصول إليها أما إذا بقي مايريد الإنسان في ذهنه دون تحديد ستصبح رغبات هلامية غير واضحة المعالم فاليوم يريد شيئًا وغدًا يريد شيئا جديدًا وتذهب حياته بين كرٍ وفر وإقبال ، وإدبار تتأرجح بها الأيام كتأرجح الطفل بأرجوحته وتمضي الأيام سراعًا ولم يحقق نجاحًا يذكر ، وقد يمر بكم -القراء الكرام- مثل هؤلاء الأشخاص الذين تتحول أهدافهم بين عشية وضحاها إلى أهداف أخرى، وتتجدد بتجدد الليالي والأيام ، وينتهي المطاف دون تحقيق ما أرادوا ،. لأن الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه عدم تحديد الهدف ،. لأن الرؤيا ليست واضحة لديهم ، أما إذا حُدِّدَ الهدف فقد وُضِعتْ أولى اللبنات في بناء طريق النجاح وبعدها يتم الانتقال للمرحلة الثانية وهي *التخطيط* ويعد التخطيط خارطة الطريق التي تصل بك إلى الهدف ، ومن الأمور التي يشتمل عليها التخطيط تحديد وقت للوصول إلى الهدف حتى لا تغرق في بحر التسويف وتذهب الأيام وأنت تحدث نفسك غدًا سأبدأ ، أيضًا في هذه المرحلة يجب أن تدرس كل الأدوات التي تحتاجها في المرحلة اللاحقة دراسة مستفيضة من مال ، وجهد ، ومكان ، وزمان… ألخ ، واحذر من تخطيط الليلة الليلاء على براد الشاي ، لأن غالبًا هذا النوع من التخطيط يؤدي بصاحبة إلى الفشل ، فالتخطيط يحتاج إلى روية وتأني ، ولا بأس من عرض الأمر على أصحاب تخصص أو خبرة ودراية بالأمور ، ومشاورتهم والاستئناس بآرائهم ولا تعرض الأمر لكل من هب ودب ، و يجب ان تكون انتقائيًا في هذا الأمر وألا تشاور أي أحد ، وبعد أن تصل مرحلة التخطيط إلى النضج بعدما طبخت على نار هادئة نأتي لمرحلة *التنفيذ* وهذه المرحلة لا تقل أهمية عن سابقتها لأن التخطيط والتنفيذ وجهان لعملة واحدة ألا وهي الوصول إلى الهدف ، وقد صنف الأديب مصطفى السباعي الفاشلين إلى نوعين نوعٌ خطط بلا تنفيذ والنوع الآخر نفَّذ بلا تخطيط وهنا تكمن أهمية هاتين المرحلتين فترك إحداهما يعني الفشل في الوصول إلى الهدف ، وحتى لاتكون من الفاشلين كما يرى السباعي ، لا بد أن تُتْبِعَ التخطيطَ تنفيذًا ، واحرص أن يتسما التخطيط والتنفيذ بالجودة وبهذه المرحلة أي التنفيذ تصل عزيزي القارئ إلى الهدف ويتحقق النجاح ولا تنسى أخي الكريم قبل هذا وذاك التوكل والاعتماد على رب العباد أيضا لا تنس سمة مهمة من سمات الناجحين وهي الصبر وقد قال فيه الشاعر محمد بن يسير:
لا تـيْأَسَـــنَّ وإِنْ طـــالَـــتْ مُـــطـــالَـــبَةٌ * * * إذا اسْـتَـعَـنْـتُ بـصَـبْــرٍ أَنْ تَـــرَى فَـــرَجـــا
إِنَّ الأُمُورَ إذا اسْتَدَّتْ مَسالِكُها * * * فالصَّبْرُ يَفْرُجُ مِنْها كُلَّ ما ارْتَتَجـا
أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بحاجَتِهِ * * * ومُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوابِ أَنْ يَلِجا
وفي الختام قد كتبتُ ما كتبت فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت من نفسي والشيطان وأستغفر الله
والسلام
بقلم الأستاذ: عبدالمولى بن زهيميل الصادري السلمي