(وهم الحرية والدور المفقود)
أعلم مدى أهمية الرياضة بصفة عامة والكرة بصفة خاصة لدى الكثير لاسيما فئة الشباب بل إن البعض منهم يجعلها شغله الشاغل ومتابعة أحداثها من أولى اهتماماته فلا يهدأ له بال عند فواته مباراة لفريقه وأخبار نجوم ناديه الذين يعدهم هم قدوته في كل شيء حتى إنه يتقمص كل سلوكياتهم دون أي تردد حتى ولو أدى ذلك التقليد أن يتخلى البعض منهم عن مبدأ من مبادئ عقيدته أو خالف عرفا من أعراف مجتمعه الذي يعيش فيه . وهنا أتساءل أين دور الأندية؟ لماذا لا يستغل كل ناد من الأندية الرياضية حب الجمهور للاعب معين وولائه لناديه في توجيه لاعبيه للظهور بمظهر القدوة الحسنة لتعديل سلوكيات خاطئة كقصات الشعر الشاذة والوشم على الجسد واستخدام العبارات الممجوجة والخارجة عن حدود الأدب بل والحركات الخادشة للحياء أحيانا بوهم الحرية الشخصية وهو لا يعي حدود هذا المفهوم، فمثل هذه السلوكيات لها أثرها على المدى البعيد ، ولو قامت الأندية الرياضية بدورها الفاعل والذي هو أحد أهم مهامها والركائز المؤمل منها العمل على تحقيقه ألا وهو أن تتبنى تثقيف وتوعية لاعبيها وتوجيههم نحو السلوكيات الإيجابية من حيث التزامهم بتعاليم دينهم الذي هو عصمة أمرهم وباحترام عادات وتقاليد مجتمعهم بل وتلزمهم بذلك في داخل الملعب وخارجه بعيدا عن الانجراف نحو التقليد الأعمى للاعبين الأجانب وذلك عن طريق تزويدهم بدورات تدريبية مكثفة بين فينة وأخرى تخدم هذا الهدف التربوي الموجه وأنا على يقين تام لو حدث ذلك لتشكل لنا جيل من لاعبين وجماهير نفخر به ، فهل يعي مسؤولو الرياضة ولا سيما رؤساء الأندية هذا الدور المفقود وأن رسالتهم أسمى من مجرد الاستمتاع بتحقيق فوز، فالفوز الأعظم هو إنشاء جيل من رياضيين وجماهير يعون أن دورهم ليس مجرد تحقيق الفوز بمباراة أو دوري فحسب بل توجيه جيل نحو الرقي في التعامل مع الذات ومع الآخرين في جميع جوانب الحياة.
دخيل الله عتيق السريحي السلمي