أوساهير سعودي
أعلم كما يعلم الجميع مدى حرص حكومتنا الرشيدة في أن يصبح مواطنوها على أرقى مستوى من العلم والمعرفة ونعلم مدى سعيها الدؤوب على أن ينال الكثير من أبنائها فرصتهم في تلقي ماتصبو إليه نفوسهم من العلوم واطلاعهم على أحدث ماتوصل إليه العلم وبأحدث الطرق والوسائل لذا بدأت حكومتنا الرشيدة ترسل أبناءها في شكل بعثات إلى دول عالمية شتى لينهلوا من رحيق المعرفة أملا في ان يعودوا لخدمة دينهم ووطنهم بكل مااكتسبوه من العلوم وليعملوا ويشاركوا في بناء أمتهم لتقف في مصاف الأمم في ماتوصلت إليه في جميع المجالات الطبية والتقنية وغيرها مما هو عنوان تقدم الأمم .
شدّ انتباهي ماقرأته عن أوساهير الياباني ذلك الطالب الذي تم ابثعاثه من قبل دولته فسعى جاهدا على أ لا يعود إلا بشيء يعود بالنفع لأمته ووطنه -ولايسمح المجال لسرد قصته كاملة في هذا المقام- وقد حرص حرصاً شديدا على نقل سر قوة الأمة التي ابتعث إليها إلى وطنه ألا وهو سر صناعة المحركات فعمل جاهدا ليل نهار لمعرفة ذلك السر وعندما تمكن منه قام بصنع محرك خاص يعد هو باكورة صناعة المحركات في اليابان عندها قام بعرضه على امبراطور اليابان وعندما سمع ذلك الامبراطور صوت المحرك قال :هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة هكذا ملكنا الموديل وهو سر قوة الغرب نقلناها إلى اليابان ، نقلنا قوة أوروبا إلى اليابان ونقلنا اليابان إلى الغرب. ألا يستحق ولاة أمر هذا الوطن أن تطرب أسماعهم وتقر أعينهم بما طربت به أسماع إمبراطور اليابان؟ بلى وربي إنهم ليستحقون ذلك. لأنهم بذلوا ويبذلون الكثير والكثير في سبيل ذلك .
فهل يبرز لنا في ابنائنا المبتعثين «أوساهير سعودي» يستطيع ان ينقلنا إلى مصاف الدول المصنعة لنغزو العالم بصناعة سعودية ؟ هل نجد فيهم من ينقل لنا تجربة أو فكرة بناءة يعود نفعها على هذه الأمة المعطاء ؟ فمثل هذا الوطن حريّ بنا أن نخلص له ونثبت له الولاء لماقدمه ويقدمه لمواطنيه.
أم أننا سنعاني منهم حين عودتهم ليصبح كل همهم هو الحرص على كرسي دوار والغاية أن يقال له الرئيس فلان أو المدير فلان دون أن نجد أو نلحظ منه مايشفي النفس أو يرضي الطموح الذي كنا نتوقعه منهم .
دخيل الله عتيق السلمي – جدة
التصنيفات