التصنيفات
اخبار سُليم

مقال الإسبوع(محافظة الكامل تاريخ ومعالم)

 

IMG_2777

محافظة الكامل تاريخ ومعالم

بقلم الشيخ : جابر بن صالح المغيظي السلمي
محافظة الكامل إحدى المحافظات التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة وهي محافظة من الفئة ( ب ) حسب التقسيمات الإدارية الحديثة للمناطق في المملكة ويتبع لها أربعة مراكز إدارية تقوم على خدمة أكثر من 135 قرية وهجرة ومسمى سكاني تقريباً.
وكانت المنطقة قديماً تسمى بـ ( ساية ) إلى عهد قريب، ثم أطلق عليها اسم الكامل نسبة إلى قرية الكامل والتي تعد أكبر قرى المحافظة بها عين أثرية قديمة تسمى عين الكامل وربما سميت القرية نسبة إلى عين الكامل والتي نُسبت إلى أحد مشاهير سليم أو شخص كان يلقب بالكامل قد قام بإعمار العين فنُسبت إليه. أو كان اسم الكامل اسماً لشخص معروف لدى الأوائل فنُسبت القرية إليه. فقيل عنها قرية الكامل أو حسب رواية كبار السن بالمحافظة أن سبب تسمية القرية بهذا الاسم يعود لاكتمال جميع الإدارات الحكومية بها فسميت بالكامل ومن المعروف في التاريخ أن كثيراً من أسماء الأماكن والبلدان تتغير مسمياتها بتوالي السنين أو بسبب الأحداث أو أنها نسبت لأشخاص مشهورين كان لهم دور في عمارة هذه المناطق.
وتشتهر المحافظة بما تحويه من المعالم والمواقع الأثرية كالقلاع والقصور والأماكن السياحية والقرى الأثرية والأبار والعيون والتي لا تزال أثارها باقية تحكي لنا عبق الماضي عن تاريخ هذه المنطقة الذي يعود إلى مئات السنين والذي يعد جزءاً من تاريخ المملكة، حيث أن هذه المعالم الأثرية والتراث العمراني والكتابات والنقوش العربية والإسلامية التى وجدت على شواهد القبور وعلى صخور بالحرار المجاورة للقرى وعلى الطرق القديمة وعلى صخور بجوانب الأودية تمثل كتاب تاريخ شاخصاً على الأرض وشواهد العمارة تمثل مصدر الكتاب والتاريخ وشاهدة على أحداثه وتطوراته والأزمنة التي مرت به ، وما طاله من تطور خلالها، تقرأ فيه الأجيال المتعاقبة موروث أجدادها وما به من الفن المعماري القديم ،الذي يمثل الهوية الوطنية والعمق التاريخي للمملكة . واليوم في ظل العهد السعودي الزاهر تمثل محافظة الكامل إحدى محافظات المنطقة التي تواكب التطور كسائر محافظات المملكة من حيث النهضة العمرانية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية وما ذلك إلا بفضل الله أولاً ثم بفضل القائمين على التخطيط والتنفيذ في ظل القيادة الحكيمة والسياسة القويمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزير آل سعود أيده الله.
وحيث إن الكشف عن المعالم التاريخية والأثرية يعد من المواضيع التي تهم الشعوب. ويشتاق إلى معرفتها كل مواطن تربّى في أحضان منطقته وإلى التجول في أكنافها ( جبالاً وودياناً وسهولاً ووهاداً ) فإن كان صغيراً يهمه أن يَتَبيّن تاريخ أسلافه وأمجادهم، وإن كان كبيراً فإن حديث الذكريات يُشجيه ويذكره بأفراحه وأتراحه ومواقع صباه. فهذا ما تضَمّنه كتاب محافظة الكامل معالم تاريخية وتراث عمراني لتسليط الضوء على تاريخ ما تحتوي عليه مراكز وقرى المحافظة من الآثار القديمة والمعالم البارزة والنقوش الصخرية والأطلال التي تعود إلى حقب زمنية قديمة. والتي لم تحْظَ بما تستحق من الدراسات التاريخية والحضارية في هذا الجانب من قبل أبناء المحافظة أو من قبل المسؤولين.
وكلنا أمل في الجهات ذات الاختصاص أن تقوم بعمل مسح ميداني لحصر المباني الأثرية وترميمها وتسجيلها ضمن التراث العمراني الوطني وكذلك أخذ إحداثيات لمواقع النقوش الصخرية وحصرها وعمل أسوار حماية على الصخور التي لا يمكن نقلها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.