حسن السلمي – كاتب صحفي
في كل يوم يتجذر في قلوبنا حب قادتنا ووطننا، ومع كل حملة تستهدف كياننا وتلاحمنا وأمننا نزداد تعلقا بوطننا وتكاتفا ضد أعدائه، وكلنا يقين أن الملمات والمصاعب تقربنا وتوحدنا، وتجعلنا أكثر قوة من أي وقت مضى.
لا أحد في العالم بأسره ينكر أن وطننا ذو ثقل سياسي واقتصادي بين دول العالم إلا حاقد وعدو، ولا أحد يتوقع أنه بتهديد وطننا أو حتى مجرد المحاولة بالتهديد أو الابتزاز سيكون هو بخير، لأن كبار ساسة واقتصاديي العالم يعلمون أن أي تعكير لصفو اقتصاد السعودية سينعكس ذلك سلبا على الاقتصاد العالمي، فلنفاخر بهذا الوطن الكبير؛ لم يعش بعد من يستطيع تهديده أو ممارسة الضغط السياسي لابتزازه.
إن البيان الذي أصدرته السعودية أمس، انطلق من موقع القوة التي دوما نفاخر بها، ونستشعر المستقبل المشرق الذي تتهيأ له السعودية، بمجرد استشعارنا لقوة اللهجة التي وردت في موقف دولتنا، معبرة عن امتعاض من تعاطي بعض الأطراف المحايدة وكثير من الأعداء مع تسريبات واهمة تناولتها وسائل إعلام مضللة تستهدف الوطن.
من وجهة نظري، أنه بات ضروريا أن نكون مستعدين أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن وطننا، والمساهمة كل بما يستطيع لتأصيل وحدتنا وتلاحمنا بعيدا عن الخلافات الفكرية الضيقة التي تخضع للصواب والخطأ، ولا تفسد للود قضية، ويجب أن نضع نصب أعيننا تزايد الحملات التي تستهدف تشويه منجزاتنا، منطلقة من الحقد الأسود الذي يواجه كل عمل تطويري نعلق عليه أحلامنا.
إن كل حدث سياسي أو اقتصادي يدفع بالموهومين لتوجيهم سهامهم تجاهنا، ظنا منهم أن الوقت قد حان للنيل من وطننا أو الإساءة إليه، في الوقت الذي يكبر فيه وطننا بتعمده التعامل بأناة وحلم، والابتعاد عن المهاترات أو الردود الانفعالية، انطلاقا من كونه ليس هامشيا على خارطة العالم، بل دولة تقود العالمين العربي والإسلامي.
ومع كل حدث يجب أن نستحضر سويا الدور الكبير المناط بنا، ويجب أن نتساءل كل يوم، هل حاورنا أبناءنا حول ما يحدث من حولنا؟، هل علمناهم كيف يحبون وطنهم؟، هل كشفنا لهم الأدوار المشبوهة للإساءة لنا ككيان مسلم يخدم المسلمين في شتى بقاع الأرض؟، هل ناصحنا القريب قبل البعيد بأن الوطن لا تغني عنه القبيلة ولا الجماعة؟، هل أصبح لدينا اليقين الكافي بأن التوجه الفكري أو اختلاف الرأي لا يمنح أياً منا الحق في لمز الوطن وقادته؟، إنها حقائق يجب أن نواجهها، ويجب أن نجعل في كل نقاش أو لقاء أو اجتماع نصب أعيننا وطننا وقادتنا، فذاك هو الأساس وما عداه كله هوامش.
ورغم كل ذلك، يجب أن نفاخر جميعا بما أبداه الشعب العظيم في المملكة العربية السعودية من دفاع مستميت عن دولة هي في الأساس قادرة على الدفاع عن نفسها، ولديها من الإمكانات ما يلغي أي محاولات يائسة لابتزازها، ورد الاتهامات الباطلة، وتفنيد الشبهات والأكاذيب التي يحاول البعض إلصاقها بها.
إننا اليوم كشعب يحب قادته ووطنه مؤمنون أكثر من أي وقت بأن السعودية قوية بحكمة قيادتها وتكاتف شعبها لمواجهة أي مزاعم فاشلة أو محاولات باطلة، وأن التاريخ يشهد لوطننا بذلك، انطلاقا من عمق تاريخنا وقوة سياستنا واقتصادنا، وصدق ثوابتنا وعقيدتنا، وقبل ذلك كله بتلاحمنا ووحدتنا، وأن ترديد الاتهامات الزائفة لن يثنينا عن التمسك بمبادئنا وثوابتنا، وأن نكون على علم يقين بأن المتخفين وراء مزاعم حقوق الإنسان، والمتدثرين بثياب البحث عن الحقيقة، هم أدوات جمعهم الارتزاق وحركتهم المكائد، ونحن أقوياء قادرون على نبذهم وتفريقهم.