التصنيفات
اخبار سُليم

رمضان بين الأمس واليوم

039972cd-3ece-4268-9d57-1e307d684a3d

الحمد الله أولاً وآخراً و ظاهراً و باطناً أحمد ربي و هو أهل الحمد و الثناء و أشكره تعالى على سوابغ النعماء و أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم و بعد:
فإن الناظر للحال كيف كان و إلى ما صار يجعل الإنسان يعيش الحياة بشكر الله تعالى و معرفة فضله و لقد كان للناس مع رمضان شأن و اليوم لهم شأن آخر، فقد كان مع قلة ذات اليد شح في المطعوم و المشروب بينما اليوم تنوعت المطعومات و المشروبات حتى فاض الخير و غمر الناس فبدلاً من الصنف أصناف فالحمد لله على نعمه التي نرفل فيها.
لقد كان الناس في الحي الواحد يجتمعون على سفرة الإفطار و السحور و ربما ليس عليها إلاّ نوع من الطعام أو نوعان وقد كان اجتماع أهل الحي على مائدة واحدة في الإفطار و السحور مظهراً يمثل الألفة والفرح برمضان .
و اليوم لا تكاد ترى الاجتماع مع كثرة الخيرات و وفرتها، ولعل ذلك يرجع إلى استغناء كل إنسان بما عنده من النعم و نسيان من حوله و إن كانوا في حال شبه العدم فياليت شعري متى يُحدّثُ التّالدُ الطارف .
متى يحكي الآباء للأولاد كيف كان الحال لعلهم لا يزدرون ماهم فيه من النعم و يشكرون الله عملا بقوله تعالى:
‫(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ‬
وقد قال الشاعر :
‫إذا كنت في نعمة فارْعها
فإن المعاصي تزيل النعم‬
‫ألا و إن من أخوف ما أخاف علينا اليوم كثرة النعم مع قلة الشكر لها و الحفاظ عليها بل و النظر إليها مع الطمع فيما هو أكثر و أفضل منها وازدراء ما نحن فيه منها و النعم كثيرة جداً‬ … ‫و لعل شهر رمضان فرصة لنشكر المنعم سبحانه على ما أنعم.
و الله الهادي إلى سواء السبيل
‫بقلم الشيخ/ نقا سعيد النقريني السلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.