عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-30-2010, 10:41 PM
د محمد صامل السلمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 18
افتراضي تأملات في سجود القرآن الكريم

تأملات في سجود القرآن الكريم


في القرآن الكريم خمس عشرة سجدة ، وأول سجدة تقابل قارىْ القرآن هي في الجزء التاسع عند آخر أيه في سورة الأعراف (الآية 206) فالأجزاء الثمانية الأول ليس فيها سجدة .
ثم بعد ثلاثة أجزاء تأتي السجدة الثانيه في سوره الرعد (آية 15) من الجزء الثالث عشر ، والسجدة الثالثة في سوره النحل (الآية 50) من الجزء الرابع عشر ، والسجدة الرابعة في سورة الإسراء (الآية 109)في الجزء الخامس عشر .
وبهذا يكون في نصف القرآن الكريم الأول أربع سجدات فقط ، وإحدى عشرة سجدة هي في النصف الثاني من القرآن الكريم :
واحدة في سورة مريم (آية 58) من الجزء السادس عشر ، وسجدتان في سورة الحج (آية 18 و آية 77) من الجزء السابع عشر ، وسجدة في سورة الفرقان (آية 60) وأخرى في سورة النمل (آية 26) وكلاهما في الجزء التاسع عشر .
والسجدة العاشرة من سجود القرآن الكريم في سورة السجدة (آية15) الجزء الواحد والعشرون ، والحادية عشرة في سورة ص (آية 24) الجزء الثالث والعشرون ، والثانية عشرة في سورة فصلت (آية 38) الجزء الرابع والعشرون ، والثالثة عشرة في سورة النجم (آية 62) الجزء السابع والعشرون ، والرابعة عشرة في سورة الإنشقاق (آية 21) الجزء الثلاثون ، والخامسة عشرة في سورة العلق (آية 19) أيضاً في الجزء الثلاثين .
وبهذا يتضح أن الجزء السابع عشر فيه سجدتان في سورة واحدة هي سورة الحج والجزء الثلاثون فيه سجدتان أيضاً لكن كل واحدة في سورة .
والسور التي ورد فيها السجود كلها مكية ماعدا ثلاث سجدات في سورتين هما سورة الرعد ، وسورة الحج وهما مدنيتان .
والمسنون لقارىء القرآن ومن يستمع لقراءته السجود في المواطن المذكورة لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سواء في الصلاة أو خارجها ، وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سجدة سورة " ص " ليست من عزائم السجود وإنما هي توبة نبي ، ولكن ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سجدها وقال : ونحن نسجدها شكرا ً . وكره بعض العلماء للإمام قراءة السجدة في الصلاة السرية ، أما إذا كان منفردا ً فلا حرج .
وقد خصص الإمام البخاري في صحيحه كتابا ًسماه (كتاب سجود القرآن) ورقمه في تسلسل الصحيح الكتاب (17) وذكر فيه اثنا عشر بابا ً ، اشتملت على خمسة عشر حديثا ً وذكر فيه سبعة آثار عن الصحابة رضي الله عنهم منها أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه (رقم 1077) أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر سورة النحل حتى إذا جاء إلى السجدة نزل فسجد وسجد الناس ، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال : ياأيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ، ولم يسجد عمر رضي الله عنه ، وزاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر قال : " إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء " ، وهذا واضح في عدم وجوب السجود على وجه الإلزام وإنما هو فضل ومندوب له .
لكن إذا سجد الإمام في الصلاة فيجب على المأموم السجود متابعة لإمامه ، وكذا إذا سجد القارىء للقرآن فإن من حضر للإستماع للقراءة عليه السجود بخلاف من لم يكن مستمعا ً للقراءة .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل : "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته" رواه أبو داود حديث رقم 1414 ، والترمذي حديث رقم580 وقال حديث صحيح، والنسائي حديث رقم 1130 .
وكأن هذا خاص في قراءة القرأن في صلاة الليل . أما غير صلاة الليل فإن القارىء يدعو في السجود بالدعاء الوارد في السجود في الصلاه " سبحان ربي الأعلى " ثم يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخره .


كتبه لكم
د. محمد بن صامل العلياني السلمي

1431/2/15

التعديل الأخير تم بواسطة د محمد صامل السلمي ; 01-31-2010 الساعة 04:17 PM
رد مع اقتباس